الدوحة - ٢٢ مارس 
أكدت شركة بيت الاستثمار أن ارتفاع الحيازات العالمية من الذهب خلال الربع الاول من العامالجاري باعتباره من اهم الملاذات الآمنة للاستثمارات على المستوي العالمي ، واضافت بيتالاستثمار في تقرير لها ان اسعار الذهب تحركت في موجة تصاعدية بدأت منتصف عام 2019 منمستويات 1270 دولار للأونصة وصولاً الى أعلى المستويات منذ 7 سنوات عند 1766 دولار خلالجائحة كورونا، 
ويؤكد السيد وليد  الفقهاء مدير غرفة التداول بالشركة إن ماشهده العالم من أحداث مهمة ساهمتفي دعم هذه الموجة والتي كان على رأسها حرب التعريفات الجمركية بين الصين والولايات المتحدة ،والتغيرات بموقف السياسة النقدية في الولايات المتحدة ، ودخول مفاوضات خروج بريطانيا منالاتحاد الاوروبي (البريكست) مرحلة عصيبة ، وصولاً الى جائحة كورونا. مما جعل من الذهب الملاذالاكثر جاذبية للمستثمرين والصناديق الاستثمارية في ظل هذا التنوع من الازمات التي شهدهاالعالم من أزمات سياسية واقتصادية وصحية ، ولكن السؤال الاكثر جدلاً لدى المستثمرين هو: هلسيستمر صعود الذهب الى مستويات قياسية فوق 2000 دولار للأونصة ؟

عوامل مؤثرة :

وللاجابة عن السؤال سلط تقرير الشركة الضوء على العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الذهب

السياسات التيسيرية والتحفيز النقدي
اشار تقرير بيت الاستثمار ان الاجراءات التي اتخذتها معظم البنوك المركزية العالمية وعلىرأسها البنوك المركزية الاربعة الكبرى (الامريكي ، الياباني ، البريطاني ، الاوروبي) والتي اسفرتعن تخفيض الفوائد و ضخ ما يزيد عن 5 ترليون دولار في الاقتصاد على مستوى هذه الدول ،بالتزامن مع ما يزيد عن 250 إجراء تحفيز نقدي حول العالم تم خلال جائحة كورونا ونتج عنه ضخما يزيد عن 11 ترليون دولار في الاقتصاد العالمي وفق تقارير معهد التمويل الدولي ومن المتوقعزيادتها لتصل الى 15 ترليون دولار، وهذا ما يدخل الاقتصاد العالمي في دورة جديدة من التيسيرالكمي متوسطة الى طويلة الاجل يتوقع خلالها أن يكون الذهب أحد أكثر المستفيدين منها.

الحيازات العالمية للذهب

واشارت شركة بيت الاستثمار في تقريرها  لارتفاع الحيازات العالمية من المعدن الاصفر،وفقا لتقرير  مجلس الذهب العالمي خلال الربع الاول من 2020 ، كما اظهرت القراءات بأنالبنوك المركزية قامت بشراء 145 طن خلال الربع الاول فقط ، كما يلاحظ المراقب لتحركاتالذهب بأن البنوك المركزية قامت بشراء ما يزيد عن 636 طن من الذهب منذ انطلاقة الموجة فيمنتصف 2019،وعلى مستوى الصناديق الاستثمارية المدعومة بالذهب زادت تدفقاتها وحيازتهابما يزيد عن 984 طن بنفس الفترة ،وهذا ما يعطي اشارات لتخوف المستثمرين وتحوطهم منالاثار المترتبة على السياسات التيسيرية والتحفيزية للاقتصاد العالمي والتي من المتوقع أنتؤدي الى التضخم وانخفاض في اسعار العملات ، ومن المتوقع الاستمرار في زيادة الحيازاتمن الذهب .

فايروس كورونا
ويضيف الفقهاء ان أغلب تصريحات صناع السياسة النقدية حول العالم  تؤكد بأنه لا يمكنالوصول لتعافي اقتصادي بدون وجود لقاح فعال للفايروس ، حيث ما نتج عن الفايروس من ضرراقتصادي لمعظم القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها الطيران والخدمات ، أجبر صندوق النقدالدولي على اطلاق مصطلح الاغلاق الكبير مع اشارات اكثر ضبابية حول الافاق المستقبليةللاقتصاد العالمي و تحذير من ازمة ركود عميقة في تقريره الاخير، كما توقع إنكماش الناتج المحليالاجمالي العالمي بنحو 3 بالمائة هذا العام وذلك بالتزامن مع تخوف من حدوث موجة ثانية منالفايروس أسهمت في ارتفاع الذهب لمستويات 1743 نهاية الاسبوع الماضي بالقرب من اعلىالمستويات.

توترات تجارية :
ويؤكد الفقهاء أنه بالرغم مما شهده العالم من توقيع المرحلة الاولى من الاتفاق التجاري في مطلعالعام بين الصين والولايات المتحدة ، إلا أن تبادل الاتهامات بين البلدين حول مصدر الفايروس قديعطي اشارات حول صعوبة الوصول الى اتفاق تجاري شامل لجميع القضايا المعلقة، خصوصاًبأنه ما زال هناك مرحلتين للوصول للاتفاق النهائي .
وتوقع تقرير بيت الاستثمار ان هذه العوامل قد تشكل بيئة خصبة لمزيد من ارتفاعات الذهب المتوقعة علىالمدى الطويل والمتوسط ، كون جميع العوامل المذكورة حسب التوقعات قد تحتاج فترة طويلة لعلاجهاويوجد لديها اثار منها زيادة التضخم وانخفاض اسعار العملات وهذا ما يفتح الباب لتوقع مزيد منالارتفاعات على الذهب للتحوط من النتائج السلبية .